خط الرقعة
إنّ خط الرقعة هو أول الأنواع التي يوصى بتعلمها لكل من أراد إتقان الخط العربي بأقلامه العديدة (يستعمل الخطاطون كلمة "أقلام" للدلالة على أنواع الخط المختلفة). فخط الرقعة يعتبر من أسهل الأقلام العربية كتابة وأكثرها استعمالاً وأسرعها إنجازاً؛ فهو الخط الذي يفترض أن يتقنه أي عربي ويستعمله في كتاباته ومراسلاته اليومية.
و ضعت قواعد هذا الخط في زمن العثمانيين الأتراك على يد أبو بكر ممتاز بك سنة 1835، ويتبع خط الرقعة ميزان الدائرة كغيره من الخطوط العربية بحيث يرتفع حرف الألف فيه ثلاث نقاط من القلم الذي نكتب فيه ويمتد حرف الباء ثلاث نقاط أيضاً. وتعتبر قواعده أساسية في العديد من الخطوط كالنسخ والثلث والديواني بفرعيه. وإذا أتقن المتعلم كتابة الحروف في كلمة "نابغ"، أتقن كتابة الحروف الباقية؛ وبالتالي، أتقن خط الرقعة برمته.
يكتب خط الرقعة بقلم الثلث ذات انحناء بزاوية 30 درجة من دون تحريك أو تزيين، ويعتبره البعض خطاً جامداً بسبب وجود الزوايا والاستقامة في حروفه وكلماته التي تلامس السطر ملامسة خفيفة عند نهايتها آخذة القليل من الميول. وهذه الخواص تكسب خط الرقعة القدرة الفعالة على استغلال المساحة المتاحة على السطور بشكل مميز لا نجده باستعمال غيره من الأقلام. ولكن هذا الجمود ينتقص من قيمته الجمالية مقارنة بالخطوط الأخرى المفعمة بالحركة والزبنة والتمابل كخط النسخ أو الثلث والذي يلقب "بزعيم الخطوط العربية".
...
بدر أبو عسلي, كاتب في مجلة النبض
ISAMK
Admin
عدد الرسائل: 220
السٌّمعَة: 9
نقاط: 134
تاريخ التسجيل: 31/07/2007